"تخضير التعليم".. المدارس تشارك في التصدي للتغيرات المناخية (فيديو)
"تخضير التعليم".. المدارس تشارك في التصدي للتغيرات المناخية (فيديو)
يمكن اتباع بعض الطرق للحفاظ على البيئة مثل اختيار سيارة موفرة للطاقة وتركيب الألواح الشمسية على سطح المنزل أو القيام بما يُسمى بـ"تخضير التعليم" أو "خضرنة المدارس"، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للعلم والتربية والثقافة (اليونسكو).
وتشير "اليونسكو" إلى أن المطلوب هو إجراء تحول سريع وجذري على جميع المستويات وفي العديد من جوانب حياتنا، بما في ذلك التعليم كوسيلة مركزية وقوية لدعم التكيف وتعزيز مرونة الطلاب والمجتمعات، ومن المهم أيضا ضمان أن تصبح أنظمة التعليم أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ لإنشاء مدارس آمنة ومقاوِمة للمناخ.
ونشر الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، حديثاً لرئيسة قسم التعليم من أجل التنمية المستدامة في اليونسكو، جون موروهاشي، عبر تقنية الفيديو، عن التعليم الأخضر وخضرنة المدارس، وكيف يمكن أن يساهم ذلك في مساعدة الطبيعة والبيئة.
تقول "موروهاشي": "هناك العديد من التعريفات المختلفة للمدارس الخضراء أو خضرنة المدارس، لكن لدينا تعريفنا الخاص"، مشيرة إلى أن مبادرة التعليم الأخضر تنبثق من فكرة "التعليم من أجل التنمية المستدامة".
وأوضحت أن اليونسكو تعمل على الترويج لـ"التعليم من أجل التنمية المستدامة" منذ أوائل التسعينيات، عندما عقدت مؤتمر "ريو" وقبل تلك الفترة، روجت اليونسكو بشكل أكبر لمفهوم التثقيف البيئي منذ أوائل السبعينيات، وتم توسيع نطاق هذا العمل حول التعليم البيئي بواسطة “التعليم من أجل التنمية المستدامة”.
وأضافت: "التعليم من أجل التنمية المستدامة" يدعم منظومة تحويل التعليم، لأنه يحاول التركيز على جعل التعلم مرتكزا على التجربة ومعتمدا على الحلول بحيث يمكن لجميع المتعلمين، اتخاذ إجراءات مستنيرة لحل المشكلات في حياتهم اليومية، حتى يتمكنوا من المساهمة في جعل العالم أكثر عدلا وسلما واستدامة.
وقالت: "تم تأطير عملنا بالوثيقة، والتي تُسمى التعليم من أجل التنمية المستدامة لعام 2030 والتي اعتُمدت في عام 2019 من قبل المؤتمر العام لليونسكو وأقرتها الجمعية العامة في العام نفسه".
وبالنسبة لمبادرة التعليم الأخضر، قالت"موروهاشي": "من خلال هذه المبادرة، نود أن نرى الأفراد والمجتمعات والعالم بأسره مجهزين بالفهم والمهارات والقيم والمواقف للمشاركة في العمل التحويلي من أجل تشكيل مجتمعات خضراء بأقل الانبعاثات وقادرة على التكيف مع المناخ".
وأضافت المسؤولة الأممية: «بناء على التقدم الذي تم إحرازه من خلال "التعليم من أجل التنمية المستدامة" شرعت اليونسكو ببعض الأعمال الخاصة بالتعليم في مجال تغير المناخ لمعالجة التخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه وكذلك التنمية المستدامة».
وأوضحت: "غالبا ما نتحدث عن هذا التخفيف من حدة تغير المناخ، على سبيل المثال في المدارس، يمكن أن يتحقق التخفيف من آثار تغير المناخ، عبر الكفاءة في استخدام الطاقة أو زيادة استخدام الطاقة المتجددة، مثل النظام الشمسي، ويمكن أيضا حث الطلاب والمعلمين وجميع الأفراد على التنقل باستخدام الدراجات الهوائية وتقاسم السيارات، الأمر كله يتعلق بمحاولة التخفيف من حدة الوضع وليس مفاقمته".
وتابعت: "جانب آخر هو التكيف مع تغير المناخ، تشمل تدابير التكيف على سبيل المثال محاولة العمل على استعادة المناظر الطبيعية، كاستخدام الحدائق المدرسية، لجعل هذه البيئة متكيفة مع المناخ وللحد من تأثير تغير المناخ".
وقالت "موروهاشي": “أجرينا دراسة العام الماضي للمساهمة في مؤتمر المناخ COP26 في غلاسكو، وقمنا بجمع نحو 100 منهج وطني للدول، كان الاكتشاف المثير للاهتمام هو أن نصفها فقط ذكر شيئا متعلقا بتغير المناخ، ولم يأتِ النصف الآخر على ذكر تغير المناخ”.
لذلك، كان هذا اكتشافا مثيرا للاهتمام وأردنا أيضا التعمق قليلا في جاهزية المعلمين، وأجرينا دراسة أخرى حول معلمي المرحلتين الابتدائية والثانوية، ورأى 95% ممن شملهم الاستطلاع أن تدريس تغير المناخ مهم للغاية، لكن قال أقل من 30% إنهم على استعداد لتدريسه.
وحول مبادرة شراكة التعليم الأخضر، قالت "موروهاشي": "انبثقت هذه الشراكة عن قمة الأمم المتحدة لتحويل التعليم، وتم إطلاقها رسميا في 19 سبتمبر في نيويورك، وهي مبادرة عالمية تهدف إلى النهوض بإجراءات أكثر قوة وتنسيقا وشمولية لدعم البلدان لتسريع تنفيذ التثقيف بشأن تغير المناخ".
وأضافت: "وهنا ننظر إلى مجموعتين من العضوية، (المجموعة الأولى) هي بالطبع الدول الأعضاء، وهي مدعوة للالتزام على الأقل بجانبين من جوانب العمل الأربعة، والجوانب الأربعة هي: فحص التعليم لضمان جودة المناهج وطرق التدريس المتعلقة بالتعليم في مجال المناخ، الجانب الثاني يتعلق بتخضير المدارس لضمان أن مرافق المدرسة وأنشطتها مقاوِمة لتغير المناخ، الجانب الثالث هو القدرة على التخضير وتجهيز المتعلمين وصانعي السياسات العاملين في مجال التعليم، والأمر الأخير هو تخضير المجتمعات حتى تصبح قادرة على التكيف مع تغير المناخ".
وتابعت: "والمجموعة الثانية هي أصحاب المصلحة الرئيسيون، ونحن ننظر أكثر إلى المؤسسات والمنظمات، بالطبع يشمل ذلك وكالات الأمم المتحدة وشركاء التنمية الدوليين ومنظمات المجتمع المدني وشبكات الشباب والمنظمات".
وقالت المسؤولة الأممية: "أود أن أطلعكم على نشاط قامت به اليونسكو مع الشباب خلال فترة الصيف، حيث قررنا المشاركة في إعداد ما أطلقنا عليه (إرشادات تخضير المناهج) مع الشباب".
وأوضحت: "أجرينا استطلاعا عالميا وتلقينا نحو 17 ألف رد من الشباب من جميع أنحاء العالم، وبناء على ذلك، قمنا أيضا بتنظيم عدد من مناقشات مجموعات التركيز على المستوى الإقليمي مع مجموعة أصغر من الشباب، وقمنا بتحليل هذه النتائج، وستُعرض النتائج في قمة المناخ COP27 بشرم الشيخ".
وشددت على أن الفكرة هنا هي توضيح ما يفكر فيه الشباب حقا بشأن الجودة الفعلية للتعليم المتعلق بتغير المناخ في مدارسهم وفي المجتمعات، ونوعية الأفكار الجديدة التي يمكن للشباب طرحها.